vendredi 4 décembre 2015

صفات الماكر المخادع

Afficher l'image d'origine
بسم الله الرحمن الرحيم


قالوا قديماً

طعنات العدو ولا غدر الصديق



عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

« اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ومن زوج تشيبني قبل المشيب ومن ولد يكون علي ربا ومن مال يكون علي عذابا

ومن خليل ماكر عينه تراني وقلبه ترعاني إن رأى حسنة دفنها ، وإذا رأى سيئة أذاعها »
الحديث جود أسناده العلامة الألباني - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة 



قال شراح الحديث:

{اللّهم إني أعوذ بك من خليل ماكر } أي : إنسان يظهر المحبة والوداد وهو في باطن الأمر محتال مخادع :

{عيناه ترياني} أي : ينظر إلي بهما نظر الخليل لخليله خداعاً ومداهنة .
{ وقلبه يرعاني } أي :يراعي إيذائي وهو له بالمرصاد .
{ إن رأى حسنة }أي : علم مني بفعل حسنة فعلتها { دفنها } ،أي سترها وغطاها كما يدفن الميت . 
{ وإن رأى سيئة } أي :علم مني بفعل سيئة زللت بها { أذاعها } نشرها وأظهر خبرها بين الناس .



رحم الله من قال : 

إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً * مني وإن سمعوا من صالح دفنوا



الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :

الماكر والمخادع شخصية معقدة انه يسعى لتحقيق اهدافه ويبرر ايه وسائل يستخدمها فى سبيل تحقيقها قد يسعى هذا الشخص ان يدفعك للخطا او يوقع بك لكنه اساسا – لايقصد الاضرار بك فتحقيق هدفه الاساسى هو مسعاه الاول فاذا كان الاضرار بك ضرورة ملحقة لتحقيق هدفه فاذا لايتردد فى ذلك المخادع الماكر يقول لك نصف الحق فقط. وقد يخلط نصف الحق مع الباطل كلامه غير واضح فالاجزاء التى يخفيها من كلامه هى التى ترتبط بتحقيق اهدافه الخفية والمخادع الماكرقد يستخدم اساليب الرباء فيظهر متدينا تقيا لكى يخفى عن الناس حقيقته وهو بذلك يتمادى فى الظهور بالتدين احيانا نسميه (ذو الوجهين ) او بالعاميه ( ابو وشين ) واحيانا تصف اسلوبه باسلوب ( الحيه ) او ( الثعبان ) واحيانا تصفه ( بالثعلب ) فهو يظهر صديقا لك ولكن صداقته وسيلةتجاه غاية اخرى يخفيها فيكون دائما من الصعب عليك ان تثق به ؟ والماكر يتفنن كيف يكسب الناس متى اراد فان قصد ان يحول نظر الناس عنك ويثير الراى العام ضدك فانه يقدر يتحقق له ذلك ان كنت انت لا تقدر ان تقوم بدور تكسب به الغير والماكر قد يعطى وعدا ولا ينفذه وهو عندما اعطى الوعد ما كان يقصد تنفيذه فمجرد اعطاء الوعد لعبة سياسية لايقصدها وهو يسلك بذلك طريقا غير مسئول ورغم ذلك فهو جبان لا يريد مواجهتك بسهولة متى ارغمته على ذلك والمخادع متشعب الاتجاهات فهو يلومك اليوم لما مدحك به بالامس ليس معنى ذلك انه نسى مافعل لكنه يقصد ان يعطيك رسائل غير واضحة وهناك المخادع الماكر الذى يسرق منك فكرتك وياخذها لنفسه فهو يجلس معك فى هدوء وتؤده ويستمع منك لافكارك وفجاة يقول لك ( تمام ) هذه فكرتك وتظن انه صادق ثم ياخذ فكرتك وينسبها لنفسه وياخذ من وراء ذلك المدح والتقدير الذى يطلبه لذاته وانت قد تحس بان ذلك الشخصالذى يجلس معك ليستمع الى رايك صديق لك فهو مهتم بك وبفكرك وقد يمر بك وقت قبل ان تعلم ان تدرك ان هذه خدعة واخطر من هذا ذلك المخادع الذى يتقن لعب ( المناورات) الرخيصة فيقصد بك الاذى ويحاول الايقاع بك فى مشكلة او خطا وقد تكون المشكلة فقط انه يريد ان يقلل من تقدير جهدك او يخفى قدرا كبيرا من الصواب الذى تعمله والنجاح الذى تحققه ولكنه قد يتمادى الى اكثر من ذلك بان يهدف بك ضرورا كبيرا وهناك نوعية الماكر الذى يفضل ان يحقق هدفه عن طريق الالاعيب الذكية عن ان يكون جريئا يحصل على هدفه بقوة فهو يهوى الالاعيب ويحس بالنجاح متى حقق اهدافه بحركاته الملتوبة او خدعه ونوع من انواع المكر هو ذاك الذى يمدحك باسراف ولكنه يشيع مذمتك من وراء ظهرك فهو يظهر لك صديقا عزيزا ولكنه هو نفس الشخص الذى يروى عنك حكايات كاذبة ويطعنك بها من حيث لاتدرى ولكن ليس كل من يمدحك منافق وليس المدح عيبا بل هو ضرورة من ضروريات الحياة ولكن المشكلة فى النفاق والخداع الذى يتحقق من وراء المدح ليس الماكر دائما نشيطا فيغلب على الماكر صفة الكسل والخمول ولكن الماكر من خلال مكره يصور لك ان يعمل بجد واجتهاد وانه يبذل الجهد الكبير فى العمل والواقع انه يبلغكبما يعلمه غيره وليس ما يحققه هو وهذه صورة تتكرر كثيرا عندما يجمع معلومات من الاخرين عن علمهم ويصور لك انه هو الذى حقق هذا كله مشاعر الماكر والمخادع المخادع الماكر يريد ان يحقق اهدافه ايا كانت وباية طريقة وهولايتورع ان يستخدم اسوا الاساليب فى سبيل تحقيق اهدافه فهو شخصية معقدة يهمه جدا ان تعرفه كما يريد هو انك تعرفه ويحاول ان تعرف عنه فكرة وخداعه فهو يبذل الجهد الرهيب لكى تراه انسانا عاديا خدوما وهو عادة جبان لايريد المواجهة ولايحبها ولو كشفته لتراجع بسهولة ولكنه دائما يجد المبررات التى تغطى موقفه والماكر لا صديق له يظهر صديقا لاخرين حسب مصالحه ولكن صداقته ظاهرية فقط يهتم دائما بالمناورات والحركات الملتوية واحيانا ترى المكر فى عينه والمخادع متى احس انه متروك ومهمل فهو يشتغل غيظا ويفسد كل شى فالثعلب ذكى قد يحتاج منك الى وقت لكى تكتشفه مشاعرمن يتعامل مع الماكروالمخادع قد تتعامل مع الماكروالمخادع وتظنه صديقا حميما مخلصا جدا لك وقد تشاركه باسرارك او اسرار امور معينه وعندما يحصل منك على كل مايريد تتغير معاملته فتكتشفه ولكن متاخرا وقد تكتشفه على مراحل فكلما كان المخادع قديرا على اخفاء حقيقة ذاته وخداعه متى اراد ذلك فقد يستمر خداعه لك طويلا وقد تتحسس ذلك من خلال اساليبه فهو يقول كلاما قد تحس بان بعضه كاذب وهو يبدى فكرة وفى اليوم التالى يبدى فكرة مناقضه لها تماما وهو يجلس معك عندما يحتاج اليك ويبتعد عنك عندما لايكون محتاجا لك وهو يبلغك اليوم بمعلومات تظن انها حقيقية ولكنك قد تكتشف انها غير ذلك وقد يكون الماكر ماهرا لدرجة انك تستمر لفترة طويلة مخدوعا رغم احساسك بشى غير مريح فى التعامل معه لكنك تواصل الفريق معه لانك لم تضع يدك بعد على شى كما ان له القدرة على اقناعك بوجهة نظره والتى تكون احيانا غير منطقية وقد تكشف المخادع بعد ان يكون قد ورطك فى مشكلة خطيرة وقد ظهرت حيل الخداع العديدة خاصا فيمن يلجاون لجمع المال بسرعة (من جمعيات أو احتيالات)ولعلها ظاهرة العصر فى بلادنا فكم من اناس عاشوا مخدوعين سنينا طويلة حتى اكتشفوا الخداع واساليبه ومن المظاهر السيئة استغلال الدين وسيلة للخداع فانت ترى الشخص متدينا وتعتقد انه مخلصا جدا لدينه وفى جدا لايمانه ويطول بك المقام عندما تكتشف ان تدين ذلك الشخص هو مجرد قشرة يخفى بها مكائد وامور خطيرة 



والماكر شخص يعرف كيف يبني العلاقة بطريقة تجعلك دوما مخدوعا. احمي نفسك فى تعاملاتك المستقبلية معه لتكن معك دائما مستنداتك التى تكشف الحق متى لزم او اكتب البيان ودع من تتعامل معه ان يوقع عليه فلا ينكث العهد وبذلك انت تساعده على عدم التراجع وان كانت هناك اخبار كاذبة من مصدر معين واجه صاحبها المخادع قد يريد انه يحس بانه أعلم منك وافضل فيشن ضدك حملة شعواء فلا تحاربه بل دافع عن نفسك باظهار الحقيقة فينكشف وحده وان كانت المشكلة فى ان تصريحاتك يستخدمها ذاك الثعلب بطرق ملتوية تصريحاتك دعها تكتب على ورق ولها تفاصيلها التى تتفادى اللعب لعدم الوضوح والمخادع الماكر لديه طاقة كبت يستخدمها فى الهدم والتخريب وقد يكون الافضل ان تجد كل وسيلة للابتعاد عنه فسياتى الوقت ليظهر الواقع على حقيقته ويكتشفون المخادع واساليبه وتظهر براءتك أما الحق فلن يغني دفاعي عنه شيئاً .. فهو قد إختاره رب العالمين ليسمي نفسه به .


وأهل الحق الذين آمنوا ونصروا ربهم .. يدافع عنهم ذو القوة المتين وينصرهم وإن رغمت أنوف كل من في الأرض .. فلا معنى أبداً لدفاعي .


أما الماكرين .. فكفيل بهم المنتقم الجبار خير الماكرين هو قد كتب ذلك على نفسه 


قال الحسن رحمه الله 

من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه، [خذلاناً من الله عز وجل].
(الرسالة المغْنية ص62 وجامع العلوم والحكم ص116)

منقول عن أبو ثوبان زكريا حسن السنحاني من منتدى "شبكة العلوم السلفية"

1 commentaire:

  1. عندما تسمع قول الله تعالى: "و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله" في سورة فاطر .. فإنها تشفي صدر المظلوم .. و الحمد لله على نعمته علينا بإحقاق الحق و لو طال الأمد .. أعجب لامرئ يخدع بطيبوبته الناس و بهدوء كلامه و بادعائه فعل الخير لوجه الله .. و في الحقيقة يسعى لتخريب العلاقات بطريقة ذكية جدا جدا باستغلال المنصب الذي اعطي إليه و باتباع طريقة "فرق تسد". يضخم و يذيع خطأك و يحجب أعمالك الجيدة قصد تهييج ربه في العمل مثلا و ادعائه بأنه مصلح "بطريقة غير مباشرة طبعا".. و يخلق مشاكل وهمية ليثبت أن له الحل لكل مشكلة .. متجاهلا إن كان سيدمر علاقات بأفعاله الماكرة أم لا.. و الأعظم من ذلك أنه يظهر كالحكيم بلحيته البيضاء و الحليم الخلوق ذا الابتسامة السمحاء.. في حين يظهر المظلوم كالهمجي عندما يدافع عن نفسه أو يحاول أن يكشف وجه الكذب و الخداع .. و كالمتكبر عندما يريد توقير من أساؤوه في المعاملة نتيجة تدليس الماكر المخادع ..

    فهذا الظالم لن تنفعه لاصلاته و لاصيامه عندما يلجأ المظلوم إلى رب الأرباب بدعاء لا يحمد عقباه ..

    أختم قولي بحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي -صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن وقال له : ( اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ) رواه البخاري ومسلم .

    RépondreSupprimer